الرغبة : هى المرحلة الأولى فى مراحل العملية الجنسية , وهناك تساؤلات هامة تدور حول نشأة الرغبة ومسارها
هل تأتى الرغبة من الداخل أم من الخارج ؟

هل يشعر الإنسان بالرغبة تحت تأثير هرمونات الذكورة أو الأنوثة , أو تحت تأثيرات خيالاته جنسية وبعدها تصبح تلك الرغبة وتلك التخيلات إلى الخارج فيستقبل الآخرين أو الأخريات فى صورة مثيرة لأنه هو الذى أسقط عليهم الإثارة من داخله ؟

 أم أن مصادر الإثارة فى الخارج هى التي تنبه مراكز الإثارة فى الداخل ؟

فى الحقيقة أن الأمر لايمكن رؤيته بطريقة هل …… أم ….. كما ذكرنا , فالرغبة الجنسية هى نتاج تفاعل بين الداخل المليء بالرغبة التي تبحث عن الإشباع والخارج المليء بعوامل الإثارة الدائمة . إذن لكى تكون هناك رغبة جنسية قوية سيتوجب علينا الإهتمام بالداخل والخارج .
أولاً : الداخل ويمثله التركيبا لنفسي للشخصين, وذلك بان يكونا فى حالة صحية جيدة وفى حالة نفسية جيدة , وفى حالة ارتياح واسترخاء .
ثانيا : الخارج ويمثله مظهر كلا الشخصين من شكل الوجه وتناسق الجسم ورشاقته ونوع الملابس والإكسسوارات والعطور , والمكان المحيط بهما وما يتمتع به من عوامل الراحة والأمان وإثارة المشاعر .
وكما أننا عند تناولنا الطعام نبدأ بتقديم السلطات والمخللات كعوامل منشطة للشهية فإننا فى موضوع العلاقة الحميمة نهتم بالمشهيات من ملابس مثيرة وعطور مؤثرة وجو رومانسى ومشاعر مثيرة وغيرها من المثيرات لكى تنشط الرغبة في ممارسه السكس وتتصاعد فتدفعهما للنيك و للإقتراب فالالتحام فالذوبان .
إذن الرغبة هى طاقة الاقتراب والنيك والذوبان فكلما زادت سهلت هذه العمليات أما حين تكون فاترة وضعيفة فإن هذه العمليات لا تحدث أساساً أو تحدث بشكل فاتر وضعيف .
ومثيرات الرغبة تختلف من شخص لآخر فبعض الناس تثيرهم المناظر وبعضهم تثيرهم الأصوات وبعضهم تثيرهم الروائح وبعضهم تثيرهم المشاعر وحالة الحب … وهكذا , ولكن على الإجمال يمكننا القول بأن عين الرجل وقلب المرأة مفاتيح مهمة للإثارة , وهذا يدفعنا الى تنبيه الشريكه لأن تهتم بما يراه شريكها منها وفيها وحولها فهو يستثار جنسياً من عينه وهذا لا ينفى أو يستبعد بقية الحواس ولا ينفى إثارته من قلبه . ويدفعنا إلى تنبيهالشريك لأن يهتم بقلب شريكته فهو مفتاح إثارتها , وهذا لا يستبعد أيضاً ما تقع عليه عينها أو تسمعه أذنها أو تشمه أنفها .
والرغبة الجنسية تختلف قوتها من شخص لآخر فهناك بعض الأشخاص لديهم رغبة مستمره لا تشبع أبداً ويريد ممارسه النيك كل الوقت , وهذا ربما يبدو ميزة ولكنه فى بعض الأحيان يسبب مشكلة حيث يلقى عبئاً على الطرف الآخر لإشباع هذه الرغبة التى لا تشبع , كما يسبب مشكلات لصاحب الرغبة ( أو صاحبتها ) حين لايجد ( او لا تجد ) إشباعاً كافياً و بالتالى ربما يندفع ( أوتندفع ) لمحاولات اشباع خارج اطار الشريك مع ما يصاحب ذلك من مشكلات وكوارث . وعلى الجانب الآخر هناك بعض الأشخاص لديهم رغبات صغيرة وضعيفه تجعل إقبالهم على العلاقة الجنسية ضعيفاً , وهؤلاء الأشخاص نجدهم مقلين فى الممارسة الجنسية وغالباً ما يكونوا مقلين أيضاً فى العطاء العاطفى , ومقلين أيضاً فى العطاء المادى ….. باختصار هؤلاء هم البخلاء فى كل شىء .
وبعض الناس يعتقد خطأ أن مشاهدة الصور العارية أو الأفلام الجنسية كفيل بإشعال الرغبة وتحسين الحالة الجنسية بين الزوجين , وهذا غير صحيح تماماً من الناحية العملية والواقعية , فقد تبين أن من يشاهدون هذه الأشياء تضعف رغبتهم نحو زوجاتهم لأنها تعمل على تسريب الرغبة فى مسارات جانبية , كما أنها تتعود على الإثارة بمستويات صارخة وأحياناً شاذة من الإثارة لا تكون متوفرة فى الأحوال العادية .
وبعض الناس لا تحركهم إلا مثيرات شاذة وأوضاع شاذة وممارسات شاذة , وهذا يسبب مشكلة نفسية وأخلاقية ودينية للطرف الآخر .
وعلى أى حال فالرغبة هى مفتاح العملية الجنسية وهى الشرارة الأولى التى تبدأها ولذلك وجب الإهتمام بها وبسلامتها وصحتها .
وهى تقل مع السن ولكنها لا تختفى , وفى بعض الناس أحيانا تزيد مع السن وتصبح أقوى من قدرة الشخص على ممارسة علاقة جنسية.
والرغبة تمر بفترات نشاط وفترات فتور طبيعية , وعلى الإنسان أن يواكيها صعوداً وهبوطاً ولا ينزعج من هذه التناوبات فى نشاط رغبته .
والحب هو أقوى ضمان لاستمرار الرغبة رغم عوامل السن والمرض والضعف ورغم الظروف الإجتماعية أو الاقتصادية الضاغطة , فالحب هو شهادة ضمان الرغبة الجنسية , وليس شىء آخر .

7 Responses

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *